ثبت علمياً أن جميع بحار الدنيا يوجد في قاعها شقوق تتدفق منها الحمم المنصهرة بدرجات حرارة أكثر من ألف درجة مئوية. وعلى الرغم من الحرارة الهائلة فهي لا تستطيع تبخير الماء وعلى الرغم من كثرة الماء لا يستطيع إطفاء النار! هذه الحقيقة العلمية حدثنا عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً! يقول تعالى: (والبَحْرِ المَسْجُورِ) [الطور:6]. أليست هذه إحدى معجزات القرآن، فسبحان الذي جعل كتابه مليئاً بالمعجزات!!
إن حقيقة البحر المشتعل أو (البحر المسجور) أصبحت يقيناً ثابتاً. فنحن نستطيع اليوم مشاهدة الحمم المنصهرة في قاع المحيطات وهي تتدفق وتُلهب مياه المحيط ثم تتجمَّد وتشكل سلاسل من الجبال قد يبرز بعضها إلى سطح البحر مشكلاً جزراً بركانية. هذه الحقيقة العلمية لم يكن لأحد علم بها أثناء نزول القرآن ولا بعده بقرون طويلة، فكيف جاء العلم إلى القرآن ومن الذي أتى به في ذلك الزمان؟
إنه الله تعالى الذي يعلم السرَّ وأخفى والذي حدثنا عن اشتعال البحار ويحدثنا عن مستقبل هذه البحار عندما يزداد اشتعالها: (وإذا البحار سجّرت) [التكوير: 6]، ثم يأتي يوم لتنفجر هذه البحار، يقول تعالى: (وإذا البحار فجّرت) [الانفطار: 3].
وهنا نكتشف شيئاً جديداً في أسلوب القرآن أنه يستعين بالحقائق العلمية لإثبات الحقائق المستقبلية، فكما أن البحار نراها اليوم تشتعل بنسبة قليلة، سوف يأتي ذلك اليوم عندما تشتعل جميعها ثم تنفجر، وهذا دليل علمي على يوم القيامة.
قل سبحان الله